كلمتناعلى الفايس بوك

mardi 21 juin 2011

من عناوين السياحة الداخلية بعد الثورة :في نزل "المرادي بيتش" بالحمامات ... جميع الغرف محجوزة ... أعطاب بالجملة ... الأكلة متردية ... غياب دفتر الملاحظات ومعاملات عهد المخلوع على حالها ...

Posted by TuniEsperentiste | mardi 21 juin 2011 | Category: |

وقع أحد المواطنين تحت إغراء بعض الومضات الإشهارية المتحدثة عن أسعار تفاضلية وحسن قبول بسلسلة نزل المرادي إضافة إلى انه سبق له النزول منذ مدة بمرادي  سوسة ويحمل عن إقامته أفضل الانطباعات فأتصل بإحدى وكالات الأسفار لحجز إقامة خلال نهاية الأسبوع المنقضي ...
نصح بالتوجه إلى نزل "مرادي بيتش"  بالحمامات ... عند وصوله فوجئ بحارس النزل يطالبه بالانتظار تحت الشمس الحارقة حتى يتأكد فعلا من حقيقة حجزه لدى قسم الاستقبال ... احتج على ذلك الإستقبال فليس في مظهره ما يدل على انه متطفل ... وكان قد أعلم الحارس أن له حجزا عن طريق وكالة أسفار... قوبل احتجاجه ببرودة مستفز واكتفى العون بالتصريح أن جميع غرف النزل محجوزة وانه من حق الحارس التثبت قبل السماح له بالدخول !!! 
شعر بضيق لكنه تمالك نفسه فقد قدم في إجازة لنيل نصيب من الراحة بعيدا عن ضغط العمل وأجواء المدينة ... حمل حقائبه بنفسه وتوجه نحو الغرفة المحجوزة لفائدته ... فوجئ مرة أخرى بالغبار يعلو خشب السرير... وبالغبار يكسو الكراسي والطاولة في الشرفة ... وبالغبار فوق شريط نشر الملابس وبالأتربة فوق أرضية الشرفة   ... دخل بيت الراحة لقضاء حاجة فأكتشف أن مضخة تصريف المياه معطلة ..... أراد الاتصال هاتفيا بقسم الاستقبال فلم يجد أية وثيقة تدل على رقم الاتصال استنجد بخبرته وحاول مع رقم 0 ثم رقم 1 ومع رقم 9 نجحت المحاولة أعلم عون الإستقال بالعطب فأجاب tout de suite  يأتيك فني مختص ... لبث في غرفته ينتظر ... وبعد 30 دق أعاد الاتصال فكانت tout de suite   حاضرة مرة أخرى ... في الأثناء أكتشف أن مكيف الغرفة معطل أيضا فنزل إلى قسم الاستقبال مستفسرا عن سبب تأخر إصلاح عطب بيت الراحة ومعلنا عن عطب التكييف نصحه العون بتناول عشاءه ريثما ينتهي الفني من إصلاح أعطاب في غرف أخرى...
دخل قاعة الأكل وجوه مكفهرة لا تعرف الابتسامة ... وجبة عشاء من أسوء ما يكون ... توزيع الغلال بالأقساط فتجد الحلويات والتمر وحين تنفد يتم تعويضها بالبرتقال ثم يأتي بعده التفاح وهكذا ... ترى الحرفاء كل يأكل غلة من نوع دون ان يعرف السبب !!!  ...
أتم عشاءه فأتصل بالاستقبال لكن ركب الفني لم يحل بعد !!! تأكد بمرارة من أسلوب المماطلة والكذب فغادر النزل مغتاظا ليقضي سهرته خارجه وريثما يتم إصلاح عطب المرحاض والمكيف ..
عاد إلى النزل عند منتصف الليل فوجد الأوساخ جاثمة في قاع المرحاض والمكيف أخرس لا ينطق !!! قضى ليلته السياحية على جمر الغضب والشعور بالاستبلاه .. .حزم أمتعته في الصباح وقطع إقامته بالنزل فقد حجز لليلتين وكان من المفترض أن يغادر صباح الاثنين ... أراد الاتصال بمدير النزل لإبلاغه استياءه فأعلموه أنه في عطلة نهاية الأسبوع !!! مدهش أن يخلد مدير مؤسسة سياحية للراحة في ذرورة الإقبال على الإقامة بفندقه  في حين  يتطلب تدخله في أكثر من موقف !!! 
طالب المواطن بدفتر الملاحظات الذي يراقبه ديوان السياحة ليكشف الاعوار التي لاحظها وينبه إليها وليتظلم لأصحاب النزل والقرار... رفض مطلبه من أعوان قسم الاستقبال بدعوى أن الدفتر غير متوفر !!! سلموه ورقة من أوراق النزل ودعوه إلى كتابة ما يشاء ووعدوه بتسليمها إلى السيد المدير بعد وضعها في ظرف ... طالب بنسخة من رسالته مختومة بطابع النزل فرفض طلبه مرة أخرى !!! أتصل المواطن بوكالة الأسفار للاحتجاج على ما عاناه في "المرادي بيتش" فحاولوا تهدئته والاعتذار نيابة عن النزل ..
وقد ترك هذا المواطن رقم جواله في الرسالة التي أودعها بالنزل باسم المدير ..لكن بدون جدوى 
حين نسمع عن المليارات التي تنفقها الدولة لأجل إنقاذ السياحة ..وحين نتابع شكاوى أصحاب النزل من تراجع الإقبال على فنادقهم ومطالبتهم بتأجيل دفوعات قروضهم ...وحين نصغي إلى الدعاية الخادعة بشأن الاهتمام بالسياحة الداخلية ... وحين تبلغنا أخبار عن تدخلات فرق المراقبة في النزل ... وحين يتحدث الساسة عن سياحة جديدة تضمن كرامة التونسي في عهد ما بعد الثورة ... نشفق على أنفسنا من هذه المزايدات ونتأكد انه لا ضحية في كل هذه الحالات غير المواطن الذي يثق في الخطب والوعود .